حذّرت الأمم المتحدة، اليوم الإثنين، من العوائق التي تَحُول دون الوصول إلى صوامع تخزين القمح في مدينة “الحديدة” غربي اليمن، والتي تكفي لإطعام ملايين اليمنيين الذين أوشكوا على المجاعة.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لدى اليمن “مارتن جريفيث“:
إن الحاجة الملحة للوصول إلى مخازن الحبوب المحاصرة على أحد خطوط القتال في مدينة “الحديدة” الساحلية تتزايد، إذ إن الحبوب “مُعرّضة لخطر التعفن”، وذلك وفقاً لما نقلته وكالة “رويترز”.
وأضاف المبعوث الأممي أن مخازن الحبوب التابعة لبرنامج الأغذية العالمي في المطاحن المُطلّة على البحر الأحمر لا يمكن الوصول إليها منذ أكثر من خمسة أشهر وهي معرضة “لخطر التعفن”.
وأكد أن مخزون المدينة من القمح يكفي لإطعام 3.7 مليون شخص لمدة شهر واحد.
وقال “جريفيث”: إنه متفائل؛ نظراً لمشاركة جميع الأطراف في الآونة الأخيرة في المحادثات الرامية لإيجاد طريقة للوصول إلى المطاحن.
وأضاف قائلاً في بيان: “نشدد على أن ضمان الوصول إلى المطاحن هو مسؤولية مشتركة بين أطراف الصراع في اليمن، ومن خلال وصول آمن ومستمر وغير مقيد يمكن للأمم المتحدة أن توفر للمحتاجين هذه الأغذية المطلوبة بشدة”.
وبحسب بيان أصدره مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومسؤول الإغاثة الطارئة “مارك لوكوك” الخميس الماضي؛ يرفض “الحوثيون” السماح لموظفي الوكالات الأممية بعبور خطوط المواجهة والوصول إلى صوامع مطاحن البحر الأحمر التي تقع في شرقي “الحديدة”، في منطقة خاضعة لسيطرة قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والتحالف العربي الداعم لها بقيادة السعودية.
وشدّد “لوكوك” على أن الحاجة الماسّة للوصول إلى الصوامع تتزايد بشكل كبير مع مرور الوقت وزيادة مخاطر تلف القمح المتبقي في داخلها، مناشداً جميع الأطراف، خاصة “الحوثيين”، تسهيل الوصول للمطاحن خلال الأيام المقبلة.
وأقرّ المسؤول الأممي بأن التوصل إلى حل بشأن المطاحن لا يزال “صعب المنال”.
والشهر الماضي، قالت الأمم المتحدة: إن أكثر من مليون شخص نزحوا من “الحديدة” منذ اندلاع الحرب في يونيو 2018، وأضافت في تقرير أن “الوصول إلى المرافق الإنسانية والأشخاص المحتاجين (في الحديدة) لا يزال يشكل تحدّياً”.
وتابع: “كما لا يزال من المتعذر الوصول إلى المستودعات الإنسانية، بما في ذلك مطاحن البحر الأحمر، حيث يتم تخزين ما يكفي من الغذاء لإطعام 3.5 ملايين شخص لمدة شهر”.
وتشمل المرافق الإنسانية الرئيسية الأخرى التي لا تزال مغلقة بحسب التقرير، “مخازن مفوضية شؤون اللاجئين، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، وكذلك مستشفى 22 مايو”، دون أن يحدد التقرير الجهة التي تقع تحت سيطرتها تلك المواقع.
ويمر نحو 70% من الواردات اليمنية والمساعدات الإنسانية عبر ميناء ومدينة “الحديدة”، إلا أن برنامج الأغذية العالمي عاجز عن الوصول لصوامع تخذين القمح في المدينة منذ سبتمبر؛ بسبب القتال المشتعل في محيط المدينة المطلة على البحر الأحمر.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن منذ أربع سنوات تقريباً بحياة عشرات الآلاف، وتسبَّبت في انهيار الاقتصاد ودفعت ملايين السكان إلى شفا المجاعة.
شارك برأيك
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الثورة اليوم وإنما تعبر عن رأي أصحابها